البدو وحقوق المرأه

لعل السائد في ذهن الكثيرين اقتران الجهل والتخلف بكلمة الباديه ولكن الحقيقه تختلف تماما فالباديه تتكون من قبائل والقبائل هي النمط المؤسس الطبيعي والذي تم استنساخه لتكوين المؤسسات المعاصره فالقبيله هي دوله في محيطها الجغرافي ومحتواها البشري تحكمها ضوابط تعارف عليها الناس وتوارثتها الأجيال أشبه بالقانون بل وتفوقه في معظم الأحيان والمراه فيها ركن أساسي فهي تمثل الشرف والعرض والمساس بأمنها وسلامتها يعني الهلاك فقد قتل ملوك بسبب تطاولهم او تعديهم علي امراه وشنت الحروب لصون جوارها في الجاهليه وما قتل لبيد الا لتعديه علي امراه ولو كانت زوجته ما قامت حرب البسوس الا لصون جوار صاحبة الناقه وقد كرمت في الاسلام فما تنكح المراه الا لحسبها ونسبها ودينها وعندالعرب اذا جائهم خاطبا استشارها بعد التاكد من سلوك المتقدم وحسبه ونسبه ويشرط الأهل من أجل إتمام الزواج شروطا تتفاوت من قبيله لآخري ليس من أجل التباهي او استنزاف الرجل إنما فلسفتها أن يبذل فيها ماله الذي جمعه من كده وعرقه (فكل سعي الرجال قبل الزواج أن يؤمن مقومات الحصول علي الزوجه المناسبه) اذن هي تساوي مسيرته والتعرض لها بما يؤذيها يعني خسارته لتلك السنين والجهد وفي الباديه تبرز نساء بما يقدمن من جهد فيقترن اسم أبنائها بها ويقولون (فلان ابن فلانه) وهذا لايعني أن أباه كان مقصرا او سلبي انما دليل بروز المراه وقبول المجتمع البدوي لدورها ودعمه لها حتي حققت ذلك وللمرأه منزله كبيره واحترام خاص عندالبدو فإذا حلت لقبيله ولها حاجه او مطلب لايجوز ان ترجع خائبه ولعل اكبر دليل علي ذلك المراه التي جاءت الي رجل من قبيلة المنفه المجاهده في ليبيا وطلبت منه أن يعفو عن ابنها الذي قتل ابن ذلك الرجل فعفا عنه لوجه الله ولقد كرم هذه المراه وهذه قصه واقعيه في مدينة طبرق الليبيه في عام 2022 والمرأه سيده بيتها في الباديه لأنها تعمل في بيتها ليل نهار تؤدي واجباتها دون امتعاض مؤمنه بأنها هي الامينه علي تربية النشئ وإعدادهم ليكونوا بناة المستقبل. كتبت/نوره ابوسعده