التطور الزمني،والتطور الأخلاقي بقلم (عامر عثمان)

“بين الرد والقبول”**
الإخوة والأخوات الكرام،،،،تحية طيبة،،،وبعد،،،،
يقصد بالتطور لغة:التتابع والإطّراد،والتغير،وذلك كما جاء في قوله تعالى علي لسان نبي الله نوح”مالكم لا ترجون لله وقاراً وقد خلقكم أطواراً”،،،أي متتابعين متغيرين.
ومنذ خلق الله آدم عليه السلام وبعدما أهبطه إلي الأرض والحياة البشرية في تطور مستمر في جميع جوانبها،فالإنسان في بداياته كان يلبس جلد السباع الذي كان يغطي جزءً بسيطا من جسم الإنسان ثم بعد ذلك لبس الصوف،ثم تطور به الأمر إلى أن وصل إلى الملابس التي تغطي سائر جسده،،وفي عصرنا الحالي يرجع الإنسان إلي سابق عهده،ويتجرد من ثيابه إلا النذر اليسير.
وأيضاً كان الإنسان يسكن في كوخ من البوص أو في غار في جبل،ثم تطور به الحال إلي أن يصنع من الجبال بيوتاً ومن الشعر بيوتاً ومن الوبر بيوتاً،،حتي وصل به الأمر إلى هذه البيوت التي يسكنها في عصره الحالي.
وأيضاً علي صعيد المواصلات والإتصلات،تطورت الحياة الإنسانية تطوراً كبيراً،،وقس على ذلك في جميع المجالات الحياتية.
فهذا النوع من التطور ياسادة مطلوب وغير مرفوض وإن كان الإقتصاد فيه والإعتدال هو المحبذ.
ولكن هناك تطور آخر مردود ومرفوض وهو التطور الأخلاقي نتيجة للتطور الزمني والمادي،فالإنسان يجب أن يتسم بالثبات الأخلاقي ولايجب عليه أن ينجر وراء كل ناعق ،وأن يحافظ علي ثوابته الأخلاقية وقناعاته الداخلية،فإذا كان الإنسان صادقاً يجب عليه أن يستمر في صدقه،وإذا كان أميناً يجب عليه أن يستمر في أمانته،وإذآ كان مخلصاً يجب عليه أن يستمر في إخلاصه،،ولايسمح لغيره أن يؤثر في أخلاقه بكلام واهي ومزيف كقولهم (كيما يجيك الزمان تعالّه)وقولهم(خليك أدّرجي،وفهلوي) فهذه الأقوال ومثلها تمثل الهبوط الروحاني وعدم الإنسجام العقلاني،والفساد الإجتماعي.
ويقول في ذلك توفيق الحكيم “لا تسمع لقول القائل عامل الناس بمثل ما يعاملوك به،فإنك إن فعلت ذلك إجتمع فيك الشر كله،فالناس منهم الكاذب والغشاش والمنافق،ولكن عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به”،،وسيقول قائل إذا كانت أخلاق الإنسان فاسدة فإنه يتعين عليه أن يطورها ،،أقول لك نحن نتحدث عن أصل طبع الإنسان فالإنسان خلق علي أحسن تقويم،وأفضل أخلاق،فأما من فسدت أخلاقه فلايجب عليه أن يطورها وإنما يجب عليه أن يرجع إلى الأصل،،،،معذرة ياسادة علي الإطالة،،،اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك،،تحياتي،،عامر عثمان