أبرز مشكلات الذكاء الاصطناعي وخصوصية البيانات
أدى التطور الكمي الهائل في البيانات، إضافة إلى المنافسة الشديدة في الأسواق المحلية والدوليةً، إلى سعي المؤسسات الدائم في مختلف المجالات إلى استغلال تلك البيانات في فهم احتياجات العملاء، كما تسعى الحكومات أيضًا لاستغلال تلك البيانات في تحسين مستوى المعيشة بشكل عام، ويعد الذكاء الاصطناعي الإطار الأشمل للتقنيات الحديثة التي تستخدم البيانات للوصول إلى فهم كامل لاحتياجات العملاء، بالإضافة لتعيين متطلبات تحسين جودة حياة المواطنين. و حيث أصبحت تقنيات تعلم الآلة (Machine Learning) أكثر مجالات الذكاء الاصطناعي شيوعًا؛ فإنها تعتمد بشكل أساسي على البيانات التي يجب أن تتسم بالدقة والجودة، إضافة إلى وجود قدر مناسٍب من حجم البيانات، وبالتالي تعتبر البيانات هي “الكنز” بالنسبة لتقنيات تعلم الآلة؛ فهي تقوم أساسًا على استعمال خوارزميات تسمح لأجهزة الحاسوب التعلم ذاتيًا بالبحث في تلك البيانات والوصول إلى الأنماط، وكذلك تذكرها بشكل ضخم، إضافة إلى الكشف عن الروابط والاتجاهات المختلفة، من هنا فإن جودة وقدر البيانات المستخدمة من أهم عوامل النجاح و التقدم في الذكاء الاصطناعي. والجدير بالذكر أن المنظمات التي تتمتع بتلك العوامل تميل للتفوق على منافسيها في السوق، من خلال تقديم المنتجات والتوصيات المناسبة، ومن جانبها، فإن الحكومات تستغل الذكاء الاصطناعي؛ لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وزيادة الإنتاجية في جميع المجالات، و لتحقيق الصالح العام ومثال ذلك :تطوير المنظومة الصحية وعلاج الأمراض وزيادة الإنتاجية الزراعية والنهوض بالمنظومة التعليمية كذلك الصيانة ومراقبة الجودة إضافة إلى ما قد يحدثه من آثارٍ إيجابية لتطور حياة الأفراد بشكل عام. وتكمن المشكلة الرئيسة التي تواجهها المنظمات أو الحكومات في استخدام البيانات الشخصية في خضوعها لمجموعة كبيرة من القواعد التنظيمية؛ فعلى سبيل المثال تم تغريم “فيس بوك” عام ٢٠١٩ 5 مليارات دولار؛ لعدم امتثالها لقواعد الخصوصية؛ واستخدام البيانات واستغلالها بطريقة تختلف عن الغرض الرئيس الذي تم جمعها من أجله. فإذا كانت البيانــــــات الشخصيـــــة مجهـــــلة (anonymous) من الأساس، فما وجدنا حاجة إلى قوانين خصوصية البيانات. وعلى الرغم من أن جعل البيانات الشخصيـــة مجهلة ليس بالأمر السهل فإن علماء البيانات دائمًا ما يبحثون عن بيانات توصف بالبيانات الغنية، والتي يمكن أن تؤدي إلى تحديد هويــــــة الفـــرد وتعريفـــــه؛ وبالمخالفة لذلك تأتي قواعد خصوصية البيانات التي يتم فيها تحديد هوية الفرد بإخفاء هوية الفرد فقط، بل تقوم بإخفاء البيانات التي يمكن من خلالها التعرف على هوية الفرد. ورغم أن عالم البيانات والعاملين فى هذا المجال يمكنهم الخروج بنتائج وأفكار مختلفة إذا لم تكن البيانـــــات مجهلة وذلك لتحقيق أقصى استفادة من البيانات الموجودة في متناول اليد، ولكن إذا لم يتم ذكر أوجه الاستغلال صراحة في سياسات خصوصية البيانات وعرضها للعملاء بشكل واضـــــح، فســيكون في ذلك إســاءة استخـــــدام للبيانات ومن ثم تعدي على حق الشخص المعني بالبيانات. وعلينا أن نوضح أنه وفقًا لاستطلاع رأي تضمن أكثر من 5000 شخص في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وأستراليا وجد أن 71% من الأشخـــاص لا يرغبون في استخدام الشـــركات لمعلوماتهم الخاصة في خوارزميات الذكاء الاصطناعي من أجل تقديم خدمات أفضل لهم وتحسين تجربة العملاء، الأمر الذي يعد مشكلة لمعالجي البيانـــــات باستخدام تقنية الذكـــــاء الاصطناعي. إضافة إلى أنه حين دخلت اللائحة العامة لحماية البيانات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي حيز النفاذ في عام 2018، ورفعت مستوى توقعات الخصوصية الرقمية لمقاييس أعلى في جميع أنحاء العالم من خلال استحداث معايير جديدة لحقوق الفرد فيما يتعلق ببياناته الخاصة. وتؤخذ قواعد الخصوصية الجديدة مأخذ الجد؛ بسبب الغرامات المحتملة على الانتـهاكـــــات، فيتعين على الشــــــركات والمنظمــــات أن تقيم استخدام التكنولوجـــــيا المتقدمة -مثل الذكاء الاصطناعي-والتي يمكن أن تشكل مخاوف تتعلق بالخصوصية؛ بالإضافة إلى ذلك، تجب حماية البيانات المجمعة من الهجمات السيبرانية أو أي اختراقات أو إساءة للاستخدام. ولطالما ستشكل خصوصية البيانات قلقًا عند استخدام التكنولوجيا المتقدمة، في حين يتعين التحكم في استخدامها بشكل مناسب، ففي النهاية لا بد من التأكد من عدم تمادي أساليب التحليل المتطورة لتطغى على خصوصية الأفراد. الملف المرفق
في كلمة مسجلة أمام منتدى الغرفة التجارية الأمريكية:
في كلمة مسجلة أمام منتدى الغرفة التجارية الأمريكية:مدبولي: نلتزم بالعمل بشكل شامل مع جميع …