* ماهي الدربة *

كتب -د.عامرعثمان بوالزعاله

ً::الدربة هى الطريق الذى تصنعه الأبل فى وعر الجبال أو هو الطريق بين جبلين.
إصطلاحا::هى مجموعة من البنود القانونية التى تمت صياغتها من قبل مجموعة من زعماء القبائل العربية لتنظيم مجتمعهم البدوى.
مكان وتاريخ إقرار الدربة::
الدربة تم إقرارها فى منطقة الجبل الأخضر بليبيا الشقيقة،وتم إقرارها فى مكان محايد لا ينتمى لأى قبيلة فكان عبارة عن كهف فى الجبل يسمى باللهجة البدوية “الحقفة” وهى كانت بمثابة برلمان أجتمع فيه زعماء القبائل لإقرار بنود الدربة،واستمر إجتماعهم طيلة شهر كامل،وأقرت الدربة فى الفترة التى تتراوح بين عامى ١٦٣٠ إلى العام ١٦٧٠،،فى أرجح الأقوال،،.
**عدد بنود الدربة::
أختلفت الروايات حول عدد بنود الدربة ولكنّ أرجح الأقوال هو أنها تكونت من ١٠٥ بند،،، وتمت صياغة الدربة من قبل لجنة شرعية متخصصة برئاسة الشيخ عمر الحبونى وهو أحد مشايخ جامعة الزيتونة بتونس،وأيضا من عدد كبير من زعماء القبائل والعواقل وأصحاب التخصصات المختلفة،،وكان القائمين على إنشاء هذه الدربة قبيلتا أولاد على والحرابى ولذلك سميت بأسمهم،،ولما نزل أولاد على إلى الأراضى المصرية عام ١٦٧٠ أخذوا الدربة معهم فسميت بأسمهم”دربة أولاد على “.
**أسباب بقاء الدربة::
بقيت الدربة مستمرة التطبيق فى المجتمع القبلى لأسباب كثيرة لعل من أهمها قربها من طبيعة القبائل ومعيشتهم ،وأيضا لوجود القائمين عليها من أفراد القبائل الذين يعرفون أبعادها وكيفية التعامل معها،وأيضا وجود العصبية القبلية التى تهيئ المناخ لتطبيق الدربة وهو ما يسمى بالتدافع القبلى الذى يضمن ضرورة التحكم إلى قواعد متفق عليها حتى لا يحدث نزاع،،وأيضا لأرتباطها بالشريعة الإسلامية فأغلب بنودها مأخوذة من الفقه الإسلامي وخصوصا الفقه المالكى وكان ذلك راجعا إلى الفقيه الذى قرر نصوصها وهو فقيه مالكى المذهب.
**أقدم دستور عالمى::
لم يعرف العالم دستورا بعد وثيقة المدينة المنورة التى أنشأها النبي صلى الله عليه وسلم بين المسلمين وغيرهم فى المدينة،دستورا هو أقدم من دربة أولاد على حيث إنها أنشئت قبل الدستور الأميركى الذى أسس فى مؤتمر فلادلفيا عام١٧٨٧ فالدربة أقدم منه بأكثر من مائة عام.
هذه كلمة تعريفية بالدربة والقانون العرفى وإن شاء الله فى القادم سنبين الكثير من القضايا الخاصة بها تحياتى لكم