الليالي السود..! وزمن الطيبين

ناجي بو المسمارية
ذكريات شتويه كان فصل الشتاء اجمل واحب فصول السنه الينا فى طفولتنا رغم مدارسه وبرودتة وعواصفه وامطاره وعدم وجود ملابس ثقيله كالموجوده آلآن ولاحتى خفيفه فلم تكن لدينا احذيه شتويه ولاجوارب ولاجواكت فقط بسبب سهرات الشياب اعمامي وبعض الجيران مع والدي فى البيت والونس والسهاري والقصص والليل الطويل الذي يتسع للنوم وللسهر ووجود وقت لسرد اخر القصائد الشعريه واخبار السياسه وسوق الاغنام والابل والعلفه واخبار الحروب والقصص الطويله والتحلق حول الكانون او حفره النار مع شرب الشاي والفول السوداني كنا نحب الشتاء وكنا نسعد كثيرا بسهاري الشياب عن عراك السوق وكذلك عن الحروب العالميه الاولى والثانيه وهتلر وتشرشل وموسولينى وروميل ومونتجمري وغرزياني وسناو ووادي ماجد وبير بوتونس وسنة الهجه والعجاج الاصفر مرورا بسنة المنجريه(الطعام بالانجليزيه) والدردزه ( الزلزال ) والعيره(امطار غزيره جدا ) ودقيق محمد نجيب وافنديناجلالة الملك قبله وحرب بورسعيد ويحكون عن الحرث والامطار والسيول والجوابد وكانن العجايز فى ركنهن البعيدالهادى يقصن للصغار اجمل القصص والحجاوى مثل بوزيد الهلالى و الغوله ونقارش وسليسله وخى رجوع وكان جداتنا يسئلن بعضهن بعض عن مواعيد الافراح وهذه رابطه وتلك طلقت واستعدت وتلك ردت وتلك شهرها هو الهال والزلوفات والرقعه والرحي والشكوه والعكه والصوفه والسمن المحلي والكشك واللبن وقلعت المسدى والناير والمنشاز وميعاد الطله وكنا نستمتع بخلافهن حول تواريخ المواليد والزواج والوفيات هذا في صفر وهذا في الميلود وهذا تويبع الميلود وهذا في رابع ربيعه وهذا في في رجب وللا قصير ونعود للشياب لنستمتع بهرجهم عن تواريخ النوات ومن ضمن اﻻسئله التى كانت تزعجنى ونتشائم منها السؤال عن الليالى السود امتى؟ وكان يحيرنى ايضا السؤال عن هل النصرانى غطس،واللا.. لا ؟
ولااعرف على اي نصراني يتكلمون ولماذا يغطس فى البحر فى هذا البرد القارس ولماذا هم مشغولين به
وبماذا سيستفيدون من غطسته
وكانو يررددون مقولة غطست يانصرانى صيفت يامسلم بعد اربعينين اى بعد ثمانيين يوما ولم اكن اعلم ان الغطاس نوه تصادف عيد عند النصارى من ضمن طقوسه الغطس في البحر ومن ضمن اسئلة الشتاء المتكرره الاسئله عن قرة العنز والنجيمات والمرزم والثرياء والاصيفر والنوه الانثي والنو الذكر.
. #والليالى السود لمن لايعرفهن رغم ان السنه الان تمت كلها ليالي سود
هن اصقع ليالى الشتاء وأحلكهن ظلاما بسبب غياب القمر والنجوم خلف السحاب وهن اربعين ليله 10كوالح وعشره طوالح وعشره موالح وعشره صوالح وتبداء من يوم 24 ديسمبر حتى 4 فبراير وهو ميعاد دخول الصلحه (وهى الدفئ وانتهاءفترة البيات الشتوى لبعض الحيوانات والحشرات والزواحف وظهور العشب ونموه) وبعدهن مباشرة يآتن عشره ايام يسموهن العزايات اجوائهن متغيره ومتقلبه يظلن حتي 12 فبراير وبعدهن تاتي قرة العنز لمدة ثلاث ايام من يوم 12فبراير حتي يوم 14 ويروى ان عابر سبيل مر. فى ليلة شتاء ظلماء عاصفه وممطرة .على نجع فدخل الى اقرب بيوته اليه والقى السلام على من فى الخيمه فرد عليه بصمت كصمت القبور وكان جائعا جدا ويرتجف من البرد فوجد عجوز بخيله بجانب حفرة النار تصنع الشاى وتلتمس الدفئ ومعها بعض النسوه فلم ترد عليه السلام ولم تقل له تفضل واشاحت بوجهها عنه فذهب الى رفة ( جانب ) البيت يبحث عن الدفئ وتغطى بجرده البالى البائد وكان يرتجف من البرد والجوع وعندئذ سالته العجوز البخيله : ياخالى الليالى السود اولهن (ايمتى) ؟؟ فقال لها وهو يكاد ان يتميز من الغيظ ( اولهن الليله) فصمتت العجوز البخيله عن الكلام المباح حتى الصباح فقد فهمت مغزى كلام الضيف فقد ضربها الضيف بالمارق الحارق فى التنك