الويل لنا ان لم نحترم كبيرنا
كتب – الدكتور/ يسري عبد الغني
تحتفل المنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعلوم (ألكسو) في الأوّل من أكتوبر من كلّ عام باليوم العالمي لكبار السّنّ الذي أقرّته الدّورة (45) للجمعيّة العامّة للأمم المتحدة المنعقدة في ديسمبر 1990.
وإذ تُنظَّم الاحتفالات الدّوليّة لهذا العام تحت شعار: “الخطى نحو المستقبل من خلال اكتشاف مواهب المسنين ومساهماتهم ومشاركاتهم في المجتمع”، فإنّ الألكسو:
تذكّر بأن توقيرَ الكبيرِ وبِرَّه واحترامَه والعنايةَ به من ثوابتِ القيمِ العربيّةِ الإسلاميّةِ التي تنشأُ عليها الأجيالُ وتتربّى، بما يكفل للمجتمعات تماسُكَها ولمقوّمات هويّتها الرّسوخَ والتّواصل،
وتؤكّد أن كبار السّنّ، بما لديهم من معارفَ ومهاراتٍ وتجاربَ وقيمٍ، يمثّلون كنزًا حضاريًّا مكنونًا عظيم القيمة والفائدة، يتوجّبُ الحفاظُ عليه والعملُ على انتقاله من جيل إلى جيل، استمرارًا لعمليّة المراكمةِ الضّامنةِ للارتقاء، وتَحصينًا للنّاشئةِ من مخاطر الانبتات والاستلاب والغلوّ والتّطرّف، خاصّة بعد أن انحسر نمط الأسرة الممتدّة نتيجة لانتشار التّعليم ومساهمة المرأة في قوّة العمل على نطاق واسع،
وتهيب بكافّة الأطراف الفاعلة وذات الصّلة أن تعمل على ضمان مكانةٍ أكبرَ ومشاركاتٍ أوسعَ للمسنّين في أسرهم ومجتمعاتهم، بما يَحترمُ حقوقَهم ويثمّنُ مواهبَهم ويكفلُ مساهمتَهم الفاعلةَ في تحقيق التّنميةِ المستدامةِ لهذه المجتمعات ويضمنُ ارتقاءَها ماديًّا وإنسانيًّا، مع الحرص على إحداث التّوازن في تركيبة قوّة العمل وخاصّة في مستوى القيادات الوسطى، بإتاحة فرص أكبر لقطاعات الشّباب للعمل جنبًا إلى جنب مع الأجيال المتمرّسة الأكبر سنّا.
وتدعو إلى أن تساهم النّظمُ والمناهجُ التّربويّةُ من ناحية، وبرامجُ محوِ الأمّيّةِ وتعليمِ الكبارِ من ناحية أخرى في تعزيزِ تواصلِ الأجيالِ وتجسيرِ ما يمكن أن ينشأ بينها من فجواتٍ، خاصّة في ظلّ الثّورة التّكنولوجيّة المتسارعة التي تشهدها الإنسانيّة، وما يمكن أن ينجمَ عنها من تأثيراتٍ مختلفةٍ على بنيةِ المجتمعاتِ والعلاقاتِ بين مختلفِ فئاتِها ومكوّناتِها.
وتشير إلى ما تشهده المنطقة العربيّة من تزايد مستمر لأعداد كبار السّن، بفضل انخفاضِ معدّلِ الوفياتِ وارتفاعِ مؤمّلِ الحياة عند الولادةِ، حيث يناهز عدد من تجاوزوا الخامسة والسّتّين الـ 18 مليون شخص حاليّا، ومن المنتظر أن يتضاعفَ هذا الرّقمُ ليتجاوزَ الـ 40 مليون شخص في أفق عام 2050، وهو ما يقتضي توفيرَ الرّعايةِ الصّحّيّةِ والإحاطةِ النّفسيّةِ والاجتماعيّةِ اللاّزمةِ لهذه الشريحة، ووضعَ الاستراتيجيّاتِ والخطَطِ الملائمةِ لهذا الواقعِ الدّيمغرافيِّ الجديد.
وأخيرا، تُجَدِّدُ الألكسو حرصَها على تحقيق رسالتها الرّامية إلى المساهمة في الارتقاء بالإنسان في الدّول العربيّة دون تمييزٍ ولا استثناء، وإيمانَها بأنّ التّربيةَ على قيم التّوادّ والتّراحم، ونشرَ ثقافةِ التّضامنِ والتّكافلِ هي الأسسُ المتينةُ لضمان تفاعل الأجيال وتواصلها، لما فيه رفاهُ الفردِ ومصلحةُ المجموعةِ وخيرُ الإنسانيّة.
في كلمة مسجلة أمام منتدى الغرفة التجارية الأمريكية:
في كلمة مسجلة أمام منتدى الغرفة التجارية الأمريكية:مدبولي: نلتزم بالعمل بشكل شامل مع جميع …