(5) مقالات مسلسله من كتاب دربة اولاد علي للشيخ /عتمان ابوالزعالة
الفرق بين الدربة والعادةقد سبق تعريف الدربة بأنها ذات طريق واحد، ومدلول واحد مبني على أدلةشرعية وعرفية دائمة الثبات، والدربة هي العرف العام المقرر فقها، الثابتة حجيتهالشرعية بنصوص قطعية الثبوت والدلالة، بمعنى أن مواد الدربة هي المواد الدستوريةالحاكمة (أما العادة) أو العوائد فهي أنماط الحياة المتغيرة غير الثابتة وفقا لتغير المكانوالزمان وهي أمر مدرك ومعروف فكلما جاء جيل جديد يتم معه تغير سلوك وعاداتالناس طبقا لتطور الحياة، فبذلك تنشأ لهم عادات جديدة في أمور الحياة تحتاج إلى وضعآلية لضبط هذا السلوك، فمن هنا كانت الدربة ثابتة حاكمة على كل العادات، ووضعحكم لكل عادة مستجدة في ضوء ما يضبطها في بنود الدربة حملا على النص أو قياسًاعليه، وعلى ذلك تسمى الدربة بالعرف العام الثابت غير المتغير.وتسمى العادة بالعوائد الجارية غير الثابتة والحكم والمرجع إلى الدربة أولا، ثم إلىمضمون العادة الجارية، وهذا يرد الأخيرة على الأولى كما يقولون: «العرب بين درية،مفهوم ومنطوق الدربة.وبين عادة» بمعنى يجب ضبط العادات على الدرائب، وأن يفسر حكم العادة في ضوءومثال لذلك حكما ، وقضاء:• اختلاف العادات بين سكان الريف من العرب، ومن سكان البوادي من نفسالقبيلة في العادات، وأنماط الحياة مع اتفاقهم في الإجماع على الدربة.ه اختلاف سكان المدن الساحلية وسكان الواحات، عن البدو الرحل مع اتحادهموانحدارهم من نفس القبيلة في العادات والتقاليد، مع اتفاقهم في نصوص الدربة،وهذا أمر معروف وثابت اجتماعيا، وسياسيا، ولكنهم يحتكمون على نفس |الدريةعند الأحداث المهمة وحكمها واجب النفاذ على سكان الحضر، والريف كالبدوتماما، رغم خضوع الجميع للحكم المركزي والقانون النظامي، ولكنهم يقدموندستور الدربة على القانون وبذلك يتضح لك الفرق بين العادة، وبين الدربة، وإنكان القاضي ملزما بمراعاة العوائد عند تنفيذ الدربة لأن العادة كما يقول الفقهاء:«العادة محكمة». وذلك حين ترجع العادة إلى العرف العام السليم الصحيح غيرالفاسد وبذلك يتضح لك الفرق، وما من بند من الدربة إلا بني عليه عوائد، وعاداتوتقاليد، سيأتي ذكرها.