‫الرئيسية‬ أخبار عاجلة كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الجلسة الختامية للنسخة الرابعة من منتدى شباب العالم ٢٠٢٢

كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الجلسة الختامية للنسخة الرابعة من منتدى شباب العالم ٢٠٢٢

بسم الله الرحمن الرحيم
– السيدات والسادة ضيوف مصر الأعزاء،
– الحضور الكريم،
أستهل كلمتي إليكم، بالتعبير عن عظيم امتناني بخروج منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة بهذه الصورة المشرفة في الشكل والمضمون والتي عبرت بوضوح، عن حجم المجهود المبذول من اللجنة المنظمة وكافة المشاركين سواء على المستوى الرسمي الحكومي، والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني والشباب من كل العالم.

ولقد كانت الأيام الماضية فرصة حقيقية، لتبادل الرؤى وإيجاد حالة من الحوار الجاد البناء من أجل إقرار السلام وتحقيق التنمية المستدامة من خلال أفكار وابداعات شباب العالم ولعل هذه الحالة الثرية من التنوع في الرؤى، قد أوجدت لنا آفاقًا جديدة، تلهمنا أفكارًا وسبلًا مستحدثة، نحـو عالـم أفضـل وقد فرض الظرف العالمي المرتبط بجائحة “كورونا” نفسه على أجندة المنتدى، في ظل تساؤلات متعددة حول مصير العالم ومستقبله، ومدى تأثره بتداعيات هذه الجائحة، على أنماط الحياة البشرية.

لقد كانت سعادتي بالغة وأنا أشارك في تفاصيل هذه الحالة الحوارية المتميزة والتي كان شباب مصر والعالم في القلب منها يفتحون لنا طاقات الأمل والنور، لتجاوز تلك المرحلة الدقيقة من التاريخ الإنساني.

إن منتدى شباب العالم، بات اليوم منصة حوارية هي الأهم وأصبح تطوره في الشكل والمضمون أحد أهم سماته وهي فكرة مصرية خالصة كان الحلم في ضمير شباب وطننا الغالي بأن يصنعوا هذه المنصة، لتكون مساحة مشتركة جامعة للبشر، وملتقى للحوار الإنساني وقد تحقق الحلم وبات واقعًا أمام العالم وهو ما يحتم علينا ضرورة العمل المستمر والفعال، لتطوير وتحديث هذه المنصة، وتحويل توصياتها ومخرجاتها، إلى واقع ملموس.

السيدات والسادة الحضور الكريم،
إن مصر التي وهبها الله عبقرية المكان وجعل على أرضها نبتة الحضارة الأولى وتشكلت شخصيتها في التنوع والتعدد فأصبحت هي نقطة التلاقي الجامعة للحضارات ومنطلق السعي نحو إقرار السلام، وإعلاء قيم المحبة والتسامح وهنا على أرضها الطيبة المباركة اجتمعنا مـــن أجل الإنسانية ومســتقبلها ومصر الجديدة التي نقدمها اليوم للعالم هي دولة مدنية حديثة تسعى للبناء والتنمية وتحقيق العدالة والكرامة الإنسانية وتمتد جهودها في البناء والإعمار إلى محيطها الإقليمي بسعي مخلص من أبنائها الذين يحملون للعالم، رسالات المحبة والسلام.

وقد كانت مخرجات هذا المنتدى، عظيمة على كافة المستويات وتدفقت الأفكار والرؤى من هنا وهناك داخل أروقته وعلى مدار ساعات النقاش والحوار تبلورت مجموعة من التوصيات، التي بناء عليها قررت ما يلي:

• إعلان العام ٢٠٢٢ عامًا للمجتمع المدني بحيث تقوم إدارة المنتدى، والجهات والمؤسسات المعنية بالدولة، بإنشاء منصة حوار فاعلة بين الدولة وشبابها، ومؤسسات المجتمع المدني المحلية والدولية.
• تكليف إدارة المنتدى، بتفعيل مبادرتها التي أطلقتها، بإنشاء حاضنة عالمية لرواد الأعمال والمشروعات الناشئة والصناعات الصغيرة وذلك بالتنسيق مع رئاسة مجلس الوزراء، والجهات المسئولة مع التوسع في إشراك القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل الدولية، وشركاء التنمية في هذه المبادرة.
• تكليف إدارة المنتدى، بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة، بتكوين مجموعات شبابية من شباب مصر والعالم للمشاركة الفورية في إجراءات الإعداد لقمة المناخ السابعة والعشرين المقرر انعقادها في مدينة “شرم الشيخ” وأنا على ثقة، بأن هذا الشباب، سيكون قادرًا على إنجاح هذه القمة.
• تكليف رئاسة مجلس الوزراء، بإعداد تصور شامل مع شركاء التنمية لتحقيق امتداد أفريقي للمبادرات التنموية المتحققة في مصر وذلك في إطار المسئولية الإقليمية للدولة المصرية تجاه محيطها الإقليمي.
• تكليف الأكاديمية الوطنية للتدريب، بإعداد برامج تدريبية متخصصة للشباب العربي والأفريقي لتطوير مهاراتهم لمواجهة المتغيرات الناجمة عن جائحة “كورونا”، والصراعات الحالية، وفى مقدمتها، تطوير القدرات الشبابية في ريادة الأعمال والتكنولوجيا.
• تكليف إدارة المنتدى، بتفعيل منصة حوار تفاعلي دائمة لشباب العالم وشباب مصر لتبادل الرؤى والأفكار على أن يتم عرض نتائجها بشكل دوري على مختلف مؤسسات الدولة لتمثل هذه النتائج، رؤية استشرافية للدولة، تجاه كافة القضايا والموضوعات ذات الاهتمام.
• تكليف إدارة المنتدى والجهات المعنية في الدولة، بإطلاق حملة دولية قوامها الشباب المصري، وشباب العالم المشارك في المنتدى للتعريف بقضايا الموارد المائية الدولية.
• تكليف رئاسة مجلس الوزراء، وبالتنسيق مع أجهزة الدولة ومؤسساتها ذات الصلة بإعداد تصور شامل يعبر عن رؤية الدولة المصرية، لإعادة إعمار مناطق الصراع إقليميًا.

السيدات والسادة،
إننا من نصنع التاريخ ونصيغ المســـتـقـبـل ونعمــل في الحاضر ووحدة الإنسان هو القادر على البناء، أو الهدم بإرادته الحرة واليوم نحن في أشد الحاجة لاستنهاض العزائم وإنفاذ الإرادة للضمير البشري من أجل تحقيق البناء والتنمية وأن ننحي الصراعات جانبًا ونمتلك القدرة على إدارة اختلافنا من أجل أن يظل هذا العالم باقيًا، ينبض بالحياة ومفعم بالإنسانية.

من أجل هذا اجتمعنا، ومن أجل ذلك نعمل وتتجرد إرادتنا لضمان مستقبل أفضل لوطننا مصر والعالم كله فحلم المصريين منذ فجر التاريخ هو بناء الحضارة الإنسانية وإقرار المحبة.

السيدات والسادة،
إن الله سبحانه وتعالى، هو السلام العدل فندعوه بكل قلب يعبده، في أرجاء هذا العالم، أن يهبنا السلام والعدل لكل البشرية ويكلل جهودنا الحثيثة من أجل أن يبقى هذا العالم أكثر سلامًا… عالمًا يليق بنا وبأوطاننا.

ومن هنا، من أرض السلام والمحبة، أرض سيناء الغالية أتوجه ومعي شباب العالم برسالات الحب والتآخي إلى كل العالم وأؤكد أنني وشباب مصر، قد عقدنا العزم والإرادة، على أن نبذل كل جهد من أجل رخاء البشرية ودعونا نردد معًا شباب مصر والعالم:
“تحيا مصر… تحيا البشرية… يحيا شباب العالم”
﴿والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته﴾.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

في كلمة مسجلة أمام منتدى الغرفة التجارية الأمريكية:

في كلمة مسجلة أمام منتدى الغرفة التجارية الأمريكية:مدبولي: نلتزم بالعمل بشكل شامل مع جميع …