رمز التسامح فى القبائل العربية
فضل الله المنفي والعفو عند المقدرة بقلم نوره ابو سعده إن خُلَقَ العفوِ عند المقدرة من أهمِّ أخلاق الإسلام التي دعا إليها ودَلَّتْ عليها سِيَرُ الصالحين من أُمَّتنا المباركة عبر تاريخها الطويل فقد كان ذلك تأسِّيًا مباشرًا بسيد الأنام صلى الله عليه وسلم الذي كان العفوُ رائدَه في جُلِّ مواقفه تطبيقًا مباشرًا لأوامر القرآن الكريم الذي رفع قيمة العفو إلى أعلى عليِّين. والعفوُ دلالةٌ على محْوِ الذنب ونسيانِهِ بحيث لا يبقى له أثرٌ وترك العقوبة بعد ذلك وحقيقته “أن يخطئ معك إنسانٌ وتكون قادرًا على معاقبته ومؤاخذته ولكنك تعرض وتصفح ولذلك قيل: العفو عند المقدرة لأن العفو لا يكون إلا مع الاقتدار ولذلك قيل: ما قرن شيء إلى شيء أزين من حِلْمٍ إلى عِلْمٍ ومن عَفْوٍ إلى قدرةٍ ضرب الحاج فضل الله المنفي المثل الاعلي في التسامح عند ابناء القبائل العربية يوم جسد هذه القيمه العربية الاصيله وهي العفو عند المقدرة فقد جسد الشهاده يوم قرر العفو والصفح عن قاتل نجله عندما دخلت عليه ام القاتل وقبل ما يخرج عليها عفي عنه وأكرم ام القاتل كماكرم الله المراه امتثالاً لتعاليم ديننا الحنيف وذلك بحضور مدراء الإدارات والمكاتب المختلفة بديوان مجلس النواب وعدد من أبناء مدينة طبرق الليبية ويريح ابناء القبائل العربية ما قام به فضل الله المنفي يمثل الانتماء الحقيقي لهذا الوطن وقبائله التي تربطهم علاقات اجتماعية وطيدة فما قام به الحاج فضل الله المنفي ليس بغريب فهو ينتمي إلى قبيلة عريقة قاد أحد أبنائها حركة الجهاد المقدس في ليبيا وهو أيضا من أبناء قبائل البطنان هذه الأرض الطيبة المعطاءة التي يمتاز أهلها بالحكمة والكرم والشجاعة . لقد جسد الحاج فضل الله المنفي فضل قيمة المصالحة الوطنية وطي صفحة الماضي واكد على التسامح والعفو ولملمة الجراح انه مثلاً يحتذى به في العفو والتسامح والصفح .