بقلم الصحفي اليمني/محمدالدباسي من جمهوريه اليمن

لتعارفوا

من أين أنت ؟
إلى أي منطقة تعود ؟
أسئلة نسألها لمن نتعرف عليه في طريقنا ليبني البعض منا على تلك الأسئلة أحكاماً غير قابلة للاستئناف و الاستئناف أحياناً في مثل هذه الأسئلة جريمة لا تغفرها القبيلة حتى لو علمنا أن حكمنا الجائر زج بالمتهم في سجون العنصرية .
هكذا البعض و البعض سيكون كثيراً لو تُرك ليتصدر وسائل الإعلام ليمجد نفسه و يرفض العالم و أن ليس مثلي أحد .
من المؤسف أن نحتقر من حولنا فقط لأنه بالعامية الدارجة(ليس بلدياتنا)و لأن القبيلة بمفهوم البعض منا لايتعدى بداية طريق الأسفلت الذي يصل إلى المدينة و ليس مجتمعات منتشرة في كل بقاع العالم .
لماذا نظن بأن القبلي هو فقط من ينتمي إلينا و ننسى بأن العالم مليء بالقبائل و الشعوب ؟
لماذا نعتقد بأن العادات القبلية الجميلة مثل طبق البيض البلدي الذي اكتسب بلديته من انتمائه لمنطقتنا ؟
لماذانجهل بأن العادات الجميلة التي نتمسك بها هنالك من قد يأتي بخير منها أو مثلها ؟
لماذا نحتقر بعض القبائل و الشعوب فقط لأن أهلها ضعفاء، ألم نعلم بأن مقياس القوة و الضعف يتغير بتغير الزمان لا الشعوب و القبائل ؟
و لماذا نتناسى قول الله عز وجل وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواسورة الحجرات آية13و ليس لتتعاركوا أو لتتفاخروا ؟
لنتعرف على العالم و على قبائل العالم و ثقافاتها و لنُعرفهم كذلك علينا و على عاداتنا و ثقافاتنا بكل حب و دون تعصب فلعل بعض تلك القبائل تعود جذورها إلينا أو نعود إليها و عندها ستكبر القبيلة في عالم أصبح قريةً صغيرة .
محمد الدباسي
مؤلف و كاتب صحفي يمني
رئيس الاتحاد العالمي للمثقفين العرب
عضو مجلس أمناء جائزة الاتحاد العربي للثقافة و عضو بعدة كيانات
maldubasi@gmail.com