التوازن البيئي والتوازن الإجتماعي بقلم (عامر عثمان)
الإخوة والأخوات الكرام،،تحية طيبة،،،وبعد،،،،،،
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز”إنّا كلّ شيء خلقناه بقدر…”،وكلمة القدر في هذا الآية لها معنيان،الأول::وهو الإحكام والتنظيم والدقة،،والثاني::هو أسبقية القضاء،وهو أمر قد قرر في حكم الله قبل أن يخلق الخلق.
فالله سبحانه وتعالى خلق الكون بكل دقة وتنظيم،ولا يمكن لأحد أن يدعي وجود قصور أو عوار في خلق الله”فارجع البصر هل تري من فطور ثم إرجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير”.
فإذا نظرنا إلى خلق الكون وجدنا الإحكام والدقة في كل شيء،فلو نظرنا مثلاً إلي الشمس،لوجدنا في خلقها العجب،فلو أنها إقتربت من الأرض لبعض السنتيمترات لجذبت الأرض إليها،ولاحترقت الأرض في دقيقتين،ولو أنها إبتعدت قليلاً لخرجت الأرض عن مدارها،ولأصبحت درجة حرارتها 260 درجة تحت الصفر.،وإذا نظرنا إلى القمر فلو أنه إقترب من الأرض قليلاً لما استطاع الناس النوم بالليل من شدة إضاءته،وإنعكاسه،ولأدي ذلك إلي خروج المحيطات والبحار،علي اليابسة،لشدة عملية المد والجذر،،،وقل مثل ذلك في بقية الظواهر الكونية،مثل الجبال،والبحار،والزلازل والبراكين..
وإذا نظرت إلى خلق الإنسان تجد أن كل شيء فيه خلق بقدر،فلو أن نظر الإنسان كان حاداً وقوياً لما استطاع أن يأكل الطعام لكثرة ما يري من بكتريا وجراثيم،ولو أن سمعه كان قوياً لما استطاع النوم من حركة الكائنات الغير مرئية،،،وكذلك في جميع خلايا الإنسان تجد الإحكام الدقيق والتنظيم الثابت.
وهذا التنظيم الذي رأيناه في الكون وخلق الإنسان ينقلنا إلي توابعه ومن أول توابع هذا الإحكام،مايسمي بالتوازن البيئي :ويقصد به عملية التفاعلات الحياتية المنظمة بين الكائنات علي محيط الكرة الأرضية.
فلو أن الحيوانات المفترسة كانت كثيرة جدا،لأدي ذلك إلي القضاء علي الحيوانات العشبية،الأمر الذي يؤدي إلى هلاكها هي أيضاً،ولو أن الحيوانات العشبية،كانت أكثر لقضت علي الرقعة الزراعية،ولهلكت هي بعد ذلك لإنعدام الغذاء،،،فالتوازن البيئي يجعل تواجد كل من النوعين بمقدار معين،حتي لا يحدث خلل بيئي،وعندما أرادت إحدي الدول الأوروبية القضاء علي البوم والحداءت خوفاً علي الثروة الداجنة،تكاثرت الفئران حتي أكلت أبواب البيوت،فاضطروا إلي إستيراد أعداد كبيرة من البوم والحداءات.
فكل محاولة إنسانية لقلب نظام التوازن البيئي فإن ضررها يكون أكبر من نفعها.
وننتقل إلي شيء آخر وهو التوازن الإجتماعي وهوبيت القصيد،وواسطة العقد،،والتوازن الإجتماعي مأخوذ من قول الله تعالى”ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض”والتدافع مربوط بسنة التوازن والتنظيم كما جاء في قوله تعالي”نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا”.
ومن أول مظاهر التوازن الإجتماعي التوازن الإقتصادي والمالي،أنك تجد بعض الناس منتجاً والآخر مستهلكاً،وبعضهم صانعاً وبعضهم زارعاً،،وجميعهم يحتاج لجميعهم،وكلهم مسخر لكلهم،وهذا من قبيل التوازن الإجتماعي،حتي لا يستغل الناس بعضهم البعض،وأيضاً من قبيل التوازن المالي التوزيع العادل للثروة،فهب أن إنسانا،عنده أموال كثيرة ولو استمرت هذه الأموال تنتقل من فرد لآخر،لأصبح هناك إختزال للثروة ولكن من حكمة الله سبحانه وتعالى أنه جعل المال يتوزع بين عدد من الورثة من خلال الميراث،وبهذا يتحقق التوازن المالي..
وأيضا علي صعيد التوازن في القوي الإجتماعية،فالله سبحانه وتعالي وزع القوة بين خلقه فلم يعط القوة إنفراداً لأحد وإنما وزع القوي بين خلقه،فتري الدول من بدايات التاريخ وهي في توازن،فالدولة الفرعونية في مصر تقابلها الدوله البابلية والاشورية في العراق والشام،وتري بعد ذلك الفرس يقابلهم الرومان،وتري في عصرنا الحديث الكتلة الشرقية تقابلها الكتلة الغربية،،وهكذا دواليك..
وخشية من الإطالة التي وقعت في براثنها،،،كل ما أود إيضاحه،هو ان الامور تجري بمقادير وتوازنات إلهية،حتي تسير الحياة في إطارها التكليفي بشكل سليم،وكل ماعلي الإنسان أن يسعي إلى فعل الخير وأن يلتزم بنظرية التوازن التي وضعها الله للخلق وعندما يصل إلى هذا فإنه وبلا شك سيصل إلى أن الله هو الخالق الأوحد،وهو صاحب الملك المطلق ويتبين له قول الله تعالى”سنريهم أياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق”،،،،سامحوني على الإطالة،غفر الله لنا ولكم وأثابكم كل خير علي قراءتكم،،،تحياتي لكم جميعا،،،عامر عثمان،،،،،
في كلمة مسجلة أمام منتدى الغرفة التجارية الأمريكية:
في كلمة مسجلة أمام منتدى الغرفة التجارية الأمريكية:مدبولي: نلتزم بالعمل بشكل شامل مع جميع …