أهل البادية بقلم (عامر عثمان)

“مابين العجاج الأصفر والتهجير السافر”
الأخوة والأخوات الكرام،،،،تحية طيبة،،،وبعد،،،
من المعلوم في قواعد الفقه،أن الغنم بالغرم،،وفي قواعد الأخلاق،أنه علي قدر أهل العزم تأتي العزائم وعلي قدر الكرام تأتي المكارم،وفي عموم المبادئ الإنسانية أن لكل مجتهد نصيب،ولكل تضحية جائزة،،،،،وحتي لا يأخذنا الحديث إلي أطُر بعيدة نهجم علي المراد من كلامنا،،،،فأعيروني أذهانكم لبرهة يسيرة،،،،،،في العام ١٩٦٣ كان أهل البادية يعيشون حياتهم الطبيعية،يسكنون الخيام البسيطة،ويعتمدون علي الغيث في زراعاتهم ،ويشتغلون برعي الأغنام،وينتقلون من مكان إلى آخر في ربوع الصحراء الزاهية،إلا أنه في هذا العام حدث أمر جلل أدي إلي تغيير الخريطة السكانية لأهل البادية،فهاجر الكثير من أبناء البادية من أماكنهم التي كانوا يعيشون فيها إلي أماكن متفرقة،منها ماهو داخل مصر ومنها ماهو خارجها،،،وسبب ذلك أن الصحراء أعلنت عن قسوتها علي حين غرة من القاطنين فيها،،فاستيقظ أهل البادية في أحد أيامهم من هذا العام،علي عواصف رملية لم يشهدها أحد من قبل،وأستمرت هذه العاصفة الرملية لثلاثة أيام متواصلة ليلا ونهاراً،فأتت علي الأخضر واليابس،وهدّمت البيوت،وأهلكت الأنعام،وشردت الناس، ولم تتدخل الدولة وتنقذ أهل البادية مما حل بهم بل تركتهم يعانون متاعب الصحراء بجهودهم الذاتية،ودونما خطة شاملة لتلافي الأزمات،ولكن أهل البادية أستمروا في المثابرة،والمكابدة،دون وهن أوضعف أو تخاذل،وقام أبناء البادية بإستصلاح الأرض وزراعتها بكافة أنواع الزراعات الموسمية والمعمرة،كالتين والزيتون والنخيل،والقمح والشعير،وغيرها من المحاصيل،،وقام أبناء البادية بإنشاء الوحدات السكنية المختلفة،وأصبح لهم مدن وقرى ومراكز،وغيرها من الوحدات اللامركزية،،،ولكن ياسادة عندما بدأت الصحراء تعطي خيراها لأبناء البادية،وتظهر لهم وجهها الحسن،ظهر إتجاه في الدولة يسعي إلى الإستئثار بهذه المنافع والخيرات،وإقصاء أبناء البادية عن الإستفادة بشئ منها،فكان بداية ذلك عند إكتشاف البترول في الصحراء،فلم يستفد أبناء البادية من التوظيف في شركاته،ثم إنتقل الأمر بعد ذلك إلى الشواطئ،فأصبح إبن البادية كأنه ورم خبيث يجب إستئصاله من الأماكن السياحية،ونزع ملكيته بحجج معدة سلفاً لذلك،وغير هذا كثير جدا جدا جدا،،ولكن ياسادة هل من مجيب لأوجاع أبناء البادية..؟،،،،،،،تحياتي لكم جميعا،،،عامر عثمان